فضيلة الشيخ عباس مقادمي الثبيتي رائد القراءات الحجازية
وأول قارئ في إذاعة القرآن السعودي بجبل هندي
ظهر كقارئ متميز في وقت لم يكن لوسائل الإعلام تأثير كبير..
حفظ
القرآن بأحكامه وتجويده في سن صغير وكان أول قارئ سعودي في إذاعة القرآن بمكة بجبل هندي وإذاعة
الهند وإذاعة"أرامكو في السعودية"
قاسى في صباه مرارة العيش مع فقدان البصر دون أن ينال ذلك من همته
[تحرير] جدة: المستشار هاني عباس مقادمي الثبيتي
للقراءة الحجازية صدى خاص لدى محبي القرآن الكريم في مشارق الأرض ومغاربها، لما تتميز بيه من أسلوب فريد، يختلف عن تلاوات أخرى كتلك التي تميز قراء أرض
الكنانة.. وحينما نتحدث عن القراءة
الحجازية لابد أن يقفز إلى الأذهان اسم الشيخ "عباس مقادمي" باعتباره أحد الرواد الذين قضوا حياتهم حاملين لآيات الذكر الحكيم في يسير أيامهم كما في عسيرها.
ولد الشيخ عباس محمد عباس مقادمي قرويش ذويبي الثبيتي ونسبه من بني سعد
بقرب الطائف، ولد سنة ألف وثلاثمائة واثنين وأربعين هجرية في
مكة ألف وتسعه مائه واحد وعشرون ميلادي التي انتقل إليها والده، كان كأي طفل صغير يشع مرحا وبسمة، لكنه أصيب في سن الثالثة من عمره بمرض الجدري في وجهه، وقتها لم يكن هناك إمكانات طبية للتعامل السريع مع هذا المرض، ما تسبب في فقدانه البصر وهو طفلا لم يتجاوز الثالثة.
[تحرير] في نور القرآن
في حي سوق الليل بمكة المكرمة تعايش مع واقعه الجديد في كنف والده الذي أراد أن يعوضه نور البصر بنور الذكر الحكيم، فعهد به إلى عدد من الشيوخ البارزين في حفظ وتلاوة القرآن الكريم، وكان على رأسهم شيخ القراء الشيخ أحمد حجازي رحمه الله، والشيخ محمد سعيد بشناق، والشيخ سعد عون، والشيخ جعفر جميل، والشيخ محمد عبيد وفي الفقه والحديث السيد علوي عباس مالكي ؛الذين أسهموا جميعا في تحفيظه والآلاف غيره كتاب ربهم كأفضل ما يكون الحفظ. أسهمت شخصية الصبي "عباس" المحبة للقرآن، فضلا عن سرعة البديهة والاستيعاب في أن يتخطى حاجز الإعاقة البصرية، ويحفظ القرآن الكريم كاملا في سن صغيره، مستفيضا في كل يوم من أيام شبابه بجميع آداب التلاوة والتجويد وعلوم القراءات، وشهد له شيوخه بالتفوق على أقرانه المبصرين. وحصل ثلاثة إجازات من الأزهر وشهادة شكر من الشيخ محمد على زينل صاحب مدارس الفلاح في المملكة السعودية والهند وعدة ايجازات من مشايخ الوطن العربي بأنه أفضل قارئ في الحجاز ورائد القراءة الحجازية
[تحرير] المدرسة الحجازية
روى العديد من أصدقائه، ومنهم الشيخ إسحاق البشاوري والشيخ زكي داغستاني أنه اتصف دوما بالكرم، على الرغم من أنه قاسى في صباه مرارة العيش مع فقدان البصر لكي يكسب عيشه بكسب يده، فكان محبوبا من الجميع، يحب الخير للآخرين، أما مدرسته في قراءة القرآن الكريم فجذبت إليه آلاف المحبين، لاسيما أنه كان يجيد القراءات العشرة، وتميزت تلاوته بالقراءة الحجازية التي تميز أهل المدينتين المقدستين، فاستطاع أن يبرز ويرسخ أقدامه في وقت لم يكن لوسائل الإعلام تأثير كبير وواضح كما الحال في هذا العصر. وحينما أرادت إذاعة القرآن والتليفزيون السعوديين التسجيل مع الشيخ عباس مقادمي وهو يتلو القرآن الكريم صوتا وصورة، رفض ذلك بشدة مخافة أن يكون في ذلك محظور شرعي، لكنه عدل عن رفضه حينما استيقن جواز الأمر، فوافق على التسجيل لاسيما بعد أن أقنعه القائمون على الأمر بأنه سينقل تلاوته إلى أجيال وأجيال إلى مئات السنين، بعدها وافق أيضا على التسجيل لإذاعة "أرامكو" فكان أول قارئ فيها.
وفي 12/ 5/1373هـ وذهب إلى الهند في مهمة تدريس، فكان - رحمة الله - أول قارئ سعودي يتردد صوته بالتنزيل الحكيم في الإذاعة الهندية، ومكث في الهند أربعة أعوام يعلم القرآن الكريم ويصدع بآياته آناء الليل وأطراف النهار دون أن يرده عن ذلك وهن ولا يمنعه فقدان بصر.
انشغل بآخرتهعلى الرغم من المكانة الواسعة التي أكتسبها الشيخ عباس مقادمي، وعلى الرغم من أنه عُهد إليه بافتتاح جميع المناسبات المحلية والدولية التي تقام بمكة المكرمة بما تيسر له من آيات الذكر الحكيم، إلا أنه لم ينشغل بذلك عن آخرته، فلم يكن حريصا على الدنيا كما حرصه على الآخرة، لذا خصص لنفسه ورداً من القرآن الكريم وجلسات الذكر اليومية، كما كان حريصا على زيارة المقابر للموعظة والتذكير، ومما يؤثر عنه أنه كان يدعو لهؤلاء الموتى بأسمائهم، موقنا بأنه سيكون معهم في يوم من الأيام، وقد توفي رحمه الله عن 69 عاما في محل صديقه الشيخ إسحاق أبو الحسن البشاوري للنظارات بمكة بتاريخ 27/7/1411هـ.
[تحرير] قالوا عنه
في العام 1370هـ قرأ الشيخ عباس مقادمي القرآن الكريم في
الحرم المكي بحضور شيخ القراء الشيخ احمد حجازي وقراء الحجاز و الشيخ
عبدا لباسط عبدا لصمد الذي أعرب عن انبهاره بالأداء المتميز لشيخ المقادمي، مؤكدا أنه استطاع أن يتنقل بأسلوبه تنقلات تصعب على غيره، ووصفه بأنه أستاذ التلاوة الحجازية. كتبت عنه الصحف المحلية والدولية والمجلات واخرمجلة صدرت في شهر رمضان في 11/9/1429هــ مجله هدى القرآن الصادرة من الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة وصفته بأنه رائد القراءات الحجازية <O
الشيخ محمد عبدا لوهاب جنبي قال عنه: كنت من جلسائه في الكُتاب، وفي
الحرم المكي الشريف، وعند
بئر زمزم.
الشيخ محمد الكحيلي أحد جلساء الشيخ المقادمي في الحرم والمدرسة قال عنه: كان من الحكماء والكرماء، سخي في معاملته مع الناس، عزيز النفس، شديد الذكاء، مميز في الأداء
الشيخ زكي داغستاني الذي يوصف بأنه توأم الشيخ عباس قال: كان كريم الأخلاق، حسن السيرة والسلوك، يحب الخير للناس، صوته جذاب جداً في قراءة القرآن الكريم، كما كان ، يتسم بالذكاء الشديد وقوة الملاحظة،.ومن حبي له أتعلم منه هو زميلي منذ الطفولة ومن حبه أتعلم منه الكثير وحبي له أن أتدارس معه حيث انه نفسه طويل جدا في قراءة القرآن، الكريم
الشيخ محمد طاهر عبدا لله حناوي قال: من حبي الشديد في الشيخ عباس تزوجت أخته، ومن حب ابني "طلال" فيه تزوج ابنته، صوته عزب، جلسته لا تمل، رجل كريم، خجول، مؤدب، يجيد الطهي على الرغم من فقدانه البصر، كان من القراء المتميزين بالحجاز وخارج الحجاز بصوته الشجي، كان عندما يقرأ في
المغرب يلتف الناس حوله طالبين أن يعلمهم القراءة الحجازية، حتى في مصر والهند وحضرموت كان الناس يعجبون بتلاوته الحجازية ويطلبون منه تعلمها ورئ عنه السيد /محمد سراج سنتها السليماني بأن خاله عباس شديد الانتباه وشديد الدقة واغلب سفري كان معه حيث إني ذهبت معه القاهرة في تسجيل تلاوات في مجلس الشيوخ حيث ذهلنا قوة الصوت التفات الناس إليه بقوة صوته العزب وجبروته في الأداء المميز والتفوا حوله أكثر من خمسين شخص ليكمل لهم قرائه التى تجاوزت ساعات وهو بقراء بالأداء الحجاز مع الأداء المصري البحت الدقيق ومن حبي له زوجة أبني سراج لبنته الصغيرة كان رجل حكيم فكاهى رزين الشخصية متواضع جدآوكل من جالسه أحبه ويتكلم عدة لغات
ورئ عنه فضيلة د/محمد عبده يماني أنا فضيلة الشيخ عباس مقادمي الثبيتي رحمة الله مجاز من الأزهر ثلاثة مرات بأنه أفضل قارئ في الحجاز يعتبر رائد القراءات الحجازية وكان تميزه وأسلوبه بجذب الآخرين حوله إثناء قراءة في يوم من الأيام كنت في الحرم كاعادتى اجلس أمام شيخنا وفوجت بصوت دهشني أنا ومن معي صوت يغرد بالحجاز ويغرد بلمصري أداء شيق وقمنا إلى حول هذا الشيخ عباس مقادمي رحمة الله حتى وصلت الحلبه حوله أكثر من خمسين شخص فهذا الشيخ عباس مقادمي يحرك جسم الشخص ويكشعره بكلام الله رجل حبوب وكريم وشجي وقوة الصوت العذب رحمه الله واسكنه فسيح جناته روى السيد اسعد محمد سعيد بشناق محبته لوالدي أحبت هذا الشيخ ولازمته حتى وفاته رجل نعمه الكلمة قوى الشخصية قوة صوته العذب حنون من جالسه أحبه ومن حب والدي وقوت صوته أرغمه والدي على أن يسجل في إذاعة القرآن في جبل هندي وصفه بتميز